عمت موجة من الحزن المصريين وذرف كثيرون الدموع في شوارع البلاد مساء أمس الأربعاء بعد اغتيال حلمهم في التأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ عشرين عاما ، عقب هزيمة المنتخب المصري صفر/1 أمام نظيره الجزائري في المباراة الفاصلة التي أقيمت على استاد المريخ بمدينة أم درمان السودانية في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وسافر آلاف المشجعين المصريين والجزائريين لحضور المباراة الفاصلة في الخرطوم والتي فازت بها الجزائر بهدف مقابل لا شيء وكانت السلطات السودانية تخشى وقوع اعمال عنف بين مشعي الفريقين.
وقالت البعثة الجزائرية إن حافلة تقل فريقها تعرضت للرشق بالحجارة لدى وصولها للقاهرة الأسبوع الماضي لمباراة في الجولة الأخيرة في المجموعة الثالثة بالتصفيات التي فازت بها مصر 2-صفر. وقالت السلطات المصرية إن تلك الأحداث افتعلها الجانب الجزائري. ولوح المشجعون الجزائريون السعداء بأعلام وأطلقوا ألعابا نارية واحتشدوا في شوارع العاصمة السودانية وهم يحتفلون بتأهل فريقهم لكأس العالم للمرة الأولى منذ نحو ربع قرن.
وقال طباخ جزائري يعمل في الفندق الذي استضاف الفريق الجزائري ويدعى فريد نيميري "لا توجد سعادة في العالم أكثر من هذا." وقال فريد إن المباراة كانت صعبة وإن الجزائريين الآن سيتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرات دخول لجنوب افريقيا التي ستستضيف النهائيات في 2010.
وقال فاروق ايواو الذي حضر من دبي لمشاهدة المباراة "كانت مباراة ضعيفة من من الناحية الفنية لأن الضغوط كانت كبيرة على لاعبي الفريقين."وقال مجيد بوقرة مدافع الجزائر إن فوز فريقه حقق "العدل" في حين قال مدربه رابح سعدان إنه مرهق لكن سعيد بأن المهمة اكتملت.
وتعرض خمسة مشجعين على الأقل لإصابات بسيطة خلال الاحتفالات حسبما قال شهود عيان. وطلب من الأجانب وأعضاء بعثة الأمم المتحدة البقاء بعيدا عن الاستاد بينما نشر 15 ألف فرد أمن لتشديد الإجراءات الأمنية على 35 ألف متفرج في استاد المريخ بأم درمان. وقال شهود إن قوات أمن شديدة التسليح أطلقت قنابل مسيلة للدموع لإبعاد آلاف المشجعين السودانيين المنتظرين بالخارج.وخرج المشجعون المصريون بهدوء من الاستاد وقال مشجعون إنهم شعروا بالدهشة من تشديد الإجراءات الأمنية إلى هذا الحد. ونقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية للأنباء عن وزير الإعلام أنس الفقي قوله للتلفزيون المصري إن الرئيس حسني مبارك يتابع شخصيا الأحداث وإن "مصر سترسل سربا من الطائرات لنقل المشجعين المصريين من الخرطوم في أسرع وقت ممكن."
وقال وزير التضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس إن العنف الذي حدث في القاهرة "غير مقبول وغير متحضر" وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باتخاذ إجراء.وقال الوزير لرويترز "يجب أن يوقف الفيفا مصر لعام أو عامين عن استضافة أي مباراة. عار.. عار.. عار." وفي الخرطوم تم فصل الجماهير الجزائرية السعيدة عن الجماهير المصرية بعد صدور إشارات تهديد عن بعض الجماهير. وفي الاستاد قابل الجزائريون منافسيهم بلافتات كتب عليها "مصرائيل." وقالت مصادر في المستشفيات إن مشجعين تلقوا العلاج من إصابات بسيطة.
وانتقل الخلاف بين البلدين بسبب أحداث مباراة القاهرة إلى الصعيد الرسمي مع وصف وزير الرياضة الجزائري للأحداث بأنها "جرح للعالم العربي." وداخل القصر الرئاسي في الخرطوم رفض رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم مبادرة سلمية من نظيره المصري سمير زاهر الذي عرض تقبيله من أجل تجاوزالخلافات.
وفي العاصمة الجزائرية خرج آلاف الأشخاص في الشوارع مع انطلاق صافرة النهاية للاحتفال. وتوقفت حركة المرور تماما مع خروج الناس من سياراتهم للرقص في الشوارع. وكانت آخر مرة تأهلت فيها الجزائر لكأس العالم في 1986 وفي الأعوام التي تلت ذلك عانت بسبب أعمال العنف بين الإسلاميين والقوات الحكومية والتي راح ضحيتها الآلاف.
للمزييييييييييييييد...........
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]